إن المتتبع لهيكل البطالة في الجزائر يصل إلي أن البطالة هي بطالة شباب بالدرجة الأولي، وزادت مشكلة البطالة وتعقدت من خلال تغير هيكل البطالة حيث زادت نسبة البطالة بين المتعلمين كما زادت مدة التعطل، وهذا ما يتعارض مع توقعات نظريات رأس المال البشري وإقتراحاتها والتي تقوم علي أن زيادة المستوي التعليمي تزيد من إحتمال التوظيف وتقلل إحتمال التعطل.
تعتبر مخرجات الجامعة ركيزة التنمية المستدامة من خلال ما اكتسبه من رأسمال فكري ومهاري يؤهلها لتبوء مشعل المساهمة في إحداث التنمية وتطوير الإقتصاد الوطني، وأن تكون فاعلاً مؤثراً سواء تعلق الأمر بالمكانة والدور الذي تحتله في المؤسسات الإقتصادية، أو أن تكون جزءاً من هذا النسيج الإقتصادي عن طريق إنشاء المؤسسات الصغيرة.
لقد عملت الدولة الجزائرية علي استحداث العديد من الهياكل والبرامج المساعدة علي خلق المؤسسات الصغيرة والموجه للشباب حاملي المشاريع والأفكار بصفة عامة ، وتحديداً شريحة خريجي الجامعات بإعتبارها حاملة لثقافة المقاولاتية وذلك من أجل تخفيف العبئ علي مختلف مصالح الوظيفة العمومية التي أرهق كاهلها الأعداد الهائلة التي تدفع بها الجامعة سنوياً إلي سوق العمل.إلا أن نسبة إقبال خريجي الجامعات علي مختلف برامج وسياسات إنشاء المؤسسات الصغيرة تبقي ضعيفة ومخيبة للتوقعات،إذْ قدرت نسبة المؤسسات الصغيرة المستحدثة من قبل الجامعيين في إطار جهاز دعم وتشغيل الشباب خلال خمس سنوات الأخيرة في ولاية بسكرة بـ: 6.74 %.هذا ما يجرنا إلي التساؤل الآتي:
ما هي أسباب عزوف خريجي الجامعات علي برامج إنشاء المؤسسات الصغيرة بمختلف صيغها ؟وما هي مكانة المقاولاتية في السياسات والبرامج التعليمية في الجامعة الجزائرية ؟
فهل مرد ذلك لقلة جاذبية برامج إنشاء المؤسسات الصغيرة ؟ أم لضبابية مناخ الأعمال بصفة عامة ؟ وتماشياً مع محاولة إيجاد أجوبة لهاته الأسئلة تم عقد هذه الورشة لتكون منبر حوار ومناقشة وإثراء للأفكار بين مختلف الأطراف الفاعلة .
نسعى من خلال عقد هذه الورشة إلي تشخيص واقع المقاولاتية لدي حاملي الشهادات، بدءاً بالمكانة التي تحتلها المقاولاتيةفي السياسات والبرامج التعليمية في الجامعات الجزائرية هذا من جهة، ومدي جاذبية عروض إنشاء المؤسسات الصغيرة لدي الوكالة المحلية لدعم وتشغيل الشباب لولاية بسكرة من جهة ثانية .
للمزيد من المعلومات...PDF